البيان الختامي

 لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي

 أمة واحدة، ومصير مشترك

على مدى يومين، وفي الفترة من العشرين إلى الحادي والعشرين من شهر شعبان لسنة 1446هـ الموافق: التاسع عشر والعشرين من شهر فبراير لسنة 2025 م، اجتمع في المملكة البحرينية حوالي المائتين من العلماء والمرجعيات الدينية يمثلون سائر المدارس الإسلامية من جميع أنحاء العالم تحت رعاية صاحب الجلالة ملك البحرين: حمد بن عيسى آل خليفة – حفظه الله ورعاه – وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بدعوة كريمة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، ومجلس حكماء المسلمين في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي انعقد تحت شعار ( أمة واحدة، ومصير مشترك)، لمناقشة عدد من القضايا المتصلة بوحدة الأمة ومقتضيات الحوار والتفاهم بين مكوناتها ، وانبثقت عنه بعد نقاش علمي مستفيض التوصيات الآتية:

  1. وحدة الأمة عهد وميثاق، والتفاهم والتعاونُ على تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجبٌ متعينٌ على المسلمين جميعًا.
  2. الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوار تفاهم بَنَّاء، يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة. مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه.
  3. التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية لنزع ثقافة الحقد والكراهية بين المسلمين من أوجب الواجبات.
  4. لا يخلو التراث الفكري والثقافي في مدارس المسلمين جميعا من أخطاء اجتهادية ينبغي أن تُتَجاوز، وهو ما يقتضي حكمةً وجُرأةً في النقد الذاتي لبعض المقولات، وإعلانَ الأخطاء فيها. استئنافا لما بدأه الأئمة السابقون، والعلماء المتبوعون من كافة المدارس الإسلامية.
  5. تجريم الإساءة واللعن بكل حزم من كل الطوائف؛ إذ الإساءة محرمة بنص القرآن الكريم لمن يعبد غير الله تعالى فكيف بمن يعبد الله وإن اختلف معك في بعض المسائل.
  6. ضرورة توحيد الجهود نحو قضايا الأمة الملحّة (كدعم القضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، ومواجهة الفقر والتطرف)؛ إذ حين يتكاتف المسلمون جميعًا باختلاف مدارسهم لدعم هذه القضايا عمليًّا، تذوب الخلافات الثانوية تلقائيا تحت مظلة “الأخوّة الإسلامية” التي أمر بها القرآن.
  7. دعوة المؤسسات العلمية الإسلامية الكبرى لإنجاز مشروع علمي شامل، يُحصي كافَّة قضايا الاتفاق بين المسلمين في العقيدة والشريعة والقِيَم. وهو مشروعٌ سيكون له الأثر الكبير في معرفة الأمة بنفسها، وإصلاح تصوُّر بعضها عن بعض، وتنمية ثقافتها الإسلامية المشتركة، وتعزيز دعوتها الإنسانية.
  8. للمرأة أدوار كبرى في ترسيخ قيم الوحدة في الأمة وتعزيز التفاهم بين أبنائها، سواء من خلال أدوارها داخل الأسرة، أو عبر حضورها العلمي والمجتمعي.
  9. الوحدة الإسلامية يجب أن تصير نظامًا مؤسسيًا يبدأ من مناهج التعليم، ويمتد إلى خطب المساجد والإعلام، وأن تتحول “ثقافة التفاهم” إلى سياسات ملموسة في كتبٍ تُعلِّم فقه الاختلاف، ومنصاتٍ  تقوض خطاب الكراهية، ومشاريع اجتماعية تنموية وحضارية مشتركة.
  10. يدعو المؤتمر إلى وضع استراتيجية جديدة للحوار الإسلامي-الإسلامي تأخذ بعين الاعتبار قضايا الشباب وطموحاتهم، وتعتمد على الوسائل الحديثة في التواصل ونقل المعرفة، بحيث يكون الخطاب الديني متفاعلًا مع واقعهم الرقمي والتكنولوجي، وأن يعكس رؤيتهم لمستقبل الإسلام في عالم متغير.
  11.  تعزيز منصات الحوار الإسلامي بإنشاء لجان متخصصة تحت مظلة المؤسسات الدينية الكبرى؛ لرعاية الحوار بين الشباب المسلم من كافة المذاهب الإسلامية.
  12.  تنظيم مبادرات وبرامج شبابية للحوار بين الشباب المسلم من كافة المدارس الإسلامية، بما في ذلك الشباب المسلم في الغرب لربطه بتراثه الإسلامي، وتعزيز قيم التفاهم والعمل المشترك بين المذاهب الإسلامية، وتقديم نماذج إيجابية تعزز هويتهم الدينية.
  13. إطلاق مبادرات علمية ومؤسسية للحوار بين المسلمين من كافة المذاهب، لإزالة الصور النمطية المتبادلة، ونزع أسباب التوتر بينهم، باعتبار ذلك الطريق الأمثل لتحسين صورة المسلمين، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
  14. صياغة خطاب دعوي من وحي نداء أهل القبلة المنبثق عن هذا المؤتمر تستنير به  المدارس الإسلامية. تحت شعار أمة واحدة ومصير مشترك.
  15. إنشاء مجلس حكماء المسلمين (رابطة الحوار الإسلامي) تعمل على فتح قنواتِ اتصالٍ لكل مكونات الأمة الإسلامية دون إقصاءٍ، استمدادا من الاصطلاح النبوي الشريف الذي يجعل أمة الإسلام أمة واحدة، وفي هذا السياق ستتابع الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين، خطوات تشكيل لجنة مشتركة للحوار الإسلامي، والخطوات العملية اللازمة لتنفيذ مقررات هذا المؤتمر، وبدء التحضيرات بالتنسيق مع الأزهر الشريف، لتنظيم المؤتمر الثاني للحوار الإسلامي الإسلامي بالقاهرة، كما أعلن عنه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في كلمته بهذا المؤتمر.

وختامًا .. يتقدم المشاركون في المؤتمر بخالص العرفان والتقدير لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، على سامي رعايته وكريم استضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي.

 كما يتقدمون بخالص الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين؛ على دعوته الصادقة وحضوره وإسهامه القيم في أعمال المؤتمر . وللمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على كرم استقبال ضيوف المؤتمر وحسن تنظيمه برئاسة معالي الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل خليفة،

 كما يقدر كافة الجهود المبذولة من فريق مجلس حكماء المسلمين برئاسة القاضي محمد عبد السلام في الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر، حتى تم بالمستوى الذي أنجز به.